02/01/2014 - 03/01/2014 - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : 02/01/2014 - 03/01/2014

2014-02-28

Por qué los zurdos son minoría لماذا يشكِّل اليسراويون أقليّة؟ Why are left-handed people in the minority

Es evidente que la sociedad humana siempre ha preferido usar la mano derecha sobre la izquierda. La mayoría de las personas son diestras, algunos son ambidextros y un grupo muy reducido es zurdo. Este sesgo de la derecha es un enigma para los científicos, quienes en la actualidad se preguntan si existe alguna razón biológica causante de la lateralidad.
No existe una definición estándar que permita medir este fenómeno, aun así la realidad se muestra. Los criterios varían; sin embargo, todos coinciden en un punto: no ha habido grupo en toda la historia de la humanidad donde no se registrara el mismo comportamiento lateral. Ello hace sospechar alguna razón genética, pero los estudiosos no logran ponerse de acuerdo sobre el proceso.
Las observaciones prueban que la lateralidad es un fenómeno con influencias sociales y culturales. Históricamente se ha considerado el uso de la mano izquierda como una patología, por ende, los maestros se han dedicado a enseñar a los estudiantes zurdos a que usen su mano derecha. Las sociedades más rígidas muestran menos personas que emplean la izquierda; y por el contrario, en las permisivas el porcentaje es mayor.
En el siglo XIX, se observaron correlaciones entre la lateralidad y la especialización lingüística en el hemisferio izquierdo, mas a fines del XX los científicos hallaron que muchos zurdos tienen las mismas habilidades en el lenguaje que los derechos, y sólo algunos muestran patrones distintos.
En animales también se han realizado estudios cuyos resultados indican que somos la única especie del reino que tiene una distinción lateral. En algunas especies concretas puede darse una preferencia individual por el uso de una de las manos, pero nunca alcanzan el nivel de parcialidad que se presenta en los seres humanos.
Una de las hipótesis que se plantea en la actualidad es la posibilidad de que la lateralidad sea una consecuencia de traumatismos cerebrales durante el parto. Otras plantean que quizás la diferenciación ocurra durante el proceso de formación del cerebro fetal, al desarrollarse los dos hemisferios.
La idea más consensuada es que en el hombre la lateralidad no es simplemente una preferencia por un lado del cuerpo. En realidad las dos manos trabajan juntas en un proceso sutil de complementariedad. Por economía cerebral, hay una distribución de tareas, cada hemisferio se especializa. Los zurdos tendrían una división inversa de sus hemisferios.
Existe una teoría que propone que los niveles de testosterona en el feto pueden provocar que el niño sea zurdo. Esta sustancia afecta el crecimiento del hemisferio cerebral izquierdo, por lo que el derecho se desarrolla más y controla la parte izquierda del cuerpo. Resultado: lateralidad izquierda.
En cualquier caso hay objeciones en cada hipótesis y todas son susceptibles a negarse o confirmarse en el curso de las próximas investigaciones que sobre el tema se realicen.


 
 

 
من البديهي، أن البشر قد فضَّلوا إستخدام اليد اليمنى على اليسرى. فغالبية البشر يمناويين، يعمل بعض البشر بكلتا يديه اليمنى واليسرى، والمجموعة الأقلّ، هي المستخدمة لليد اليسرى (اليسراويين). 
 
شكّل هذا الأمر لغزاً واجه العلماء، والذين يتساءلون، الآن، حول إمكان وجود سبب بيولوجي ما، يتسبب بحدوث هذه الظاهرة.

لا يوجد تعريف قياسيّ، يسمح بتحديد هذه الظاهرة القائمة في الواقع. 
 
تتنوع المعايير، مع هذا، تلتقي جميعها بنقطة:
 
 لم تتواجد جماعة بكامل تاريخ البشرية، لم يجرِ بها تسجيل حضور هذه الظاهرة. وهذا ما يدعو للإشتباه بوجود سبب جينيّ وراثيّ ما، لكن، لم تُثبت الدراسات، للآن، هذا بصورة قطعية.


تثبت الملاحظات بأنّ مسألة التجانب (إستخدام طرف مقابل طرف آخر)، تشكِّل ظاهرة ذات تأثيرات إجتماعية وثقافية. 
 
فقديماً، جرى إعتبار إستخدام اليد اليسرى بمثابة مرض، وبناءاً عليه، سعى الأساتذة في المدارس لتعليم الطلاب اليسراويين على إستخدام اليد اليمنى.
 
 نجد نسبة اليسراويين في المجتمعات التي يغلب عليها التعصُّب أقلّ من نسبتهم في مجتمعات يغلب فيها التسامح.


  خلال القرن التاسع عشر ميلادي، لاحظوا وجود إرتباطات بين التجانب والتخصص اللغوي بنصف الكرة الدماغية الأيسر.
 
 وبنهايات القرن العشرين، وجد العلماء بأن كثير من اليسراويين يتمتعون بذات الأهليات اللغوية، التي يتمتع بها اليمناويون، ويُقدّم البعض نماذج مختلفة فقط.


حققوا دراسات على حيوانات، تشير نتائجها لأننا كبشر النوع الحيواني الوحيد الممتلك لتميُّز تجانبيّ.
 
 يمكن لبعض أفراد بعض أنواع الحيوانات تفضيل إستخدام يد على يد، ولكن لا يصل لمرحلة كالإستعمال الحاضر عند البشر.


  إحدى الفرضيات المطروحة، بالوقت الراهن، هي إمكان حصول التجانب كعاقبة لحدوث إضطرابات دماغيّة خلال الحمل.
 
 فيما تعتبر فرضيات أخرى أنّ حصول التجانب، يظهر بسبب تمايز حاصل خلال عملية تكوين دماغ الجنين عند نموّ نصفي الكرة الدماغيّة.

هناك إجماع على إعتبار التجانب: 
 
لا يعني تفضيل جنب من الجسم على حنب آخر ببساطة. 

ففي الواقع، تعمل اليدان سوياً عبر عملية تكامل واضحة. 
 
وبناءاً على توجُّه إقتصاديّ دماغيّ، يوجد توزيع مهام، حيث يتخصص كل نصف كرة دماغيّ بشؤون محددة ما. 
 
يمتلك اليسراويون تقسيم معاكس بنصفي كرتي دماغهما ببساطة.

توجد فرضية أخرى تقترح بأنّ مستويات التستوستيرون عند الجنين، قد تؤدي لجعل الطفل يسراوي. حيث تؤثر هذه المادة الهرمونية بنموّ نصف الكرة الدماغية الأيسر، ما يجعل النصف الأيمن ينمو بصورة أكبر، فيسيطر على القسم الأيسر. والنتيجة حدوث التجانب الأيسر.


بكل الأحوال، هناك إعتراضات علمية على كل فرضية من هذه الفرضيات، وكلها قابلة للرفض أو القبول في ظلّ إستمرار الأبحاث العلمية المتعلقة بهذا الموضوع.
 
 
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة


2014-02-27

Huerto Evolutivo (10): La Fruta de Dios البُستان التطوريّ (10): تطوُّر الموز - الجزء الخامس والأخير Banana evolution

القسم الثامن: مزيد من التعقيد - وصول الهجائن ثلاثيّة المجموعة الصبغية


تحدثنا أعلاه عن تهجين أدّى لظهور مجموعات فرعية جديدة من نبات الموز كأسلاف لبعض الأنواع المزروعة الحديثة. سيقوم ذات التهجين بتشجيع ظهور نباتات مصابة بالعقم (دون بذور)، وسيجري إنتقاء الثمار باكرة الإثمار وذات اللبّ الأكبر لاستهلاكها. كذلك، رأينا طرق نشر النباتات المصابة بالعقم، والتي عبر القيام بكثير من "الإستنساخ" للقديم منها، لم يتحقق سوى إزدياد أنواع الموز.

مع ذلك، للتهجين تبعات أخرى غير متوقعة من قبل المزارعين. رأينا سابقاً بأنّ التهجين قاد لإنتاج عدم توافق جيني، يساهم بقتل خلايا جنسية، الأمر الذي يؤدي لإنتاج الإصابة بالعقم. لكن، لا يحدث هذا دوماً، فأحياناً، يخلق اللاتوافق الجيني خلايا جنسية متطفرة وشاذّة، فلدى الخلية الجنسية الطبيعية مجموعة صبغية واحدة، في حين تلك الخلايا الجنسية المتطفرة لديها مجموعتين صبغيتين سواء كانت بويضة انثوية أو حبوب طلع ذكرية.

وساهم هذا بإنتاج ظاهرة مثيرة للإهتمام. ربما، قد ساهمت حبوب طلع ثنائية المجموعة الصبغية بإلقاح بويضات أنثوية وحيدة المجموعة الصبغية. أو ربما، ساهمت حبوب طلع وحيدة المجموعة الصبغية بإلقاح بويضات أنثوية ثنائية المجموعة الصبغية. تكمن القضيّة بإنتاج هذا الإلقاح لنوع نبات جديد هو نبات ثلاثي المجموعة الصبغية أي لديه 3 مجموعات صبغية. وإن يكن الكائن الحيّ ثلاثي المجموعة الصبغية، حيوان أو عند كثير من النباتات، فيعني هذا الوقوع بورطة، حيث تموت الأجنة الناتجة بسرعة هائلة، ولاسباب من بينها عرقلة العدد الفرديّ للمجموعات الصبغية لعملية إنقسام الخلايا، وكنتيجة، يعرقل نمو الجنين.

لكن، تُشكّل حالة الموز الشائع استثناءاً مذهلاً، فالأجنة ثلاثية المجموعة الصبغية لا تبقى على قيد الحياة فقط، بل تصل لمرحلة البلوغ وبمزايا إضافية. فنباتات الموز هذه المصابة بالعقم وغير المنتجة للبذور، وبفضل مزاياها الجيدة، ستجعل البشر مُساهمين بنشرها على امتداد العالم.

  هنا، إزدياد عدد المجموعات الصبغية هو فائدة فورية، تتمثّل بالعبور من نبات ثنائي المجموعة الصبغية إلى نبات ثلاثي المجموعة الصبغية، قد أدّى إلى حدوث نموّ متزامن بوزن وحجم الثمرة، وهو الأمر، الذي قاد لولادة نباتات الموز الأكثر إنتاجيّة. يؤكد العلماء بأنّ تلك الظاهرة قد أضحت منتشرة وعامة، وقد حصلت لمرات عديدة في مناطق زراعة الموز في جنوب شرق آسيا والجزر.

  الموز ميتوك واحد من أوائل المجموعات الفرعية ثلاثية المجموعة الصبغية التي ظهرت، ويتواجد بالوقت الراهن في أفريقيا. تسمى هذه المجموعة الفرعية بثلاثية المجموعة الصبغية نمط AAA لامتلاكها ثلاث مجموعات صبغية وكل مجموعة من النمط A (أي ينتمي للنوع الموز المستدق). تنتج هذه المجموعة الفرعية من عملية تهجين بين النوعين الفرعيين بانكسي وموز الحبشة، وغالباً، قد حصل هذا بين غينيا الجديدة وجزيرة جاوا، على الرغم من غيابها حالياً عن تلك الجزر. من المعتاد، إستخدام تلك النباتات في الأراضي المرتفعة بالشرق الأفريقي بالطبخ أو لتحضير مشروبات كحولية.

مع ذلك، سيدخل لاعب آخر بذاك الزمن إلى المشهد. وإسمه الموز الباليبسي وهو نوع بري يعود أصله لمناطق الرياح الموسمية في شمال الجنوب الشرقي الآسيوي، ويتوزع هذا النبات اليوم بجماعات صغيرة ومتفرقة من غينيا الجديدة إلى سيريلانكا. كذلك، لدى هذا النبات نمط جينيّ نموذج BB لامتلاكه زوج مجموعات صبغية وكل مجموعة صبغية  من النمط B (أي أنها تنتمي للنوع البالبيسي) . سيكون هذا التمييز للمجموعات الصبغية مفيداً لنا لمعرفة أصل نباتات موز محددة.

تفاصيل نبات وثمرة النوع البالبيسي. A نموذج عنقود لهذا النوع من الموز. B تفاصيل ثمرة ناضجة، لاحظوا كثافة البذور الكبرى. C تفاصيل عنقود ثمار موز غير ناضجة


كذلك، يُنتِجُ النوع البري البالبيسي ثمرة صغيرة مليئة ببذور غليظة سوداء، وسيحصل تهجين بينه وبين أنواع فرعية نقيّة وهجينة للنوع المستدق، ما يؤدي لتوليد أنواع موز فرعية جديدة. سيكون أحدها المجموعة الفرعية موز بوبولو وهي مجموعة ناجحة، يرتبط اسمها بسلسلة من أنواع الموز المسماة بموز المحيط الهادي، ولديها جينوم هو AAB (القسم A ينتمي للنوع المستدق النوع الفرعي بانكسي، والقسم B ينتمي للنوع البالبيسي). 
 
يشتبه العلماء بأنّ ثمّة زراعات قديمة للنوع البالبيسي، قد انتقلت من جنوب الصين إلى غينيا الجديدة مجتازة الفيليبين. سيحصل في غينيا الجديدة إعطاء الأصل للمجموعة الفرعية بوبولو عبر التهجين، ومن هناك، ستنتشر زراعته نحو المحيط الهاديء بالتوازي مع الإنتشار البشريّ.

مجموعة فرعية أخرى هامة هي مجموعة الموز الأفريقي والتي جينومها كذلك AAB (وكالحالة السابقة، الجينوم A عائد للنوع المستدق النوع الفرعي بانكسي والجينوم B عائد للنوع البالبيسي). هذه الأنواع من الموز الأفريقي عبارة عن زراعة مستقرة بشكل جيد في المناطق المدارية بأفريقيا الوسطى وفي الغرب منها، رغم أنّ أصلها، في الغالب، يعود للمنطقة الواقعة بين الفيليبين وغينيا الجديدة. مع هذا، لا يزال الطريق الذي سلكوه للوصول لأفريقيا مجهولاً.

يبدو أن الإسم المُستخدم ببعض مناطق أفريقيا للموز الأفريقي، يأتي من مُصطلح بلغات البانتو هو kondo، ويُشير هذا لأنّ وصوله لأفريقيا قد حدث قبل انتشار ثقافات البانتو أي منذ حوالي 3000 عام. ويقترب هذا التأريخ من عُمر اللقى بموقع نكانغ (في الكاميرون) البالغ ما قبل  2750 إلى 2100 عام. بالرغم من جهل الطرق التي جعلته ينتشر ويصل لأفريقيا، فإنّ حضور البلورات الحجرية للموز بعمر 4000 عام بمنطقة كوت ديجي  (في الباكستان)، يمكن أن يُشير لأنّ الانتشار قد حصل عن طريق برّي.

مناطق وطرق انتشار مجموعات فرعية مختلفة للموز ثلاثي المجموعات الصبغية


القسم التاسع: انتشار عالميّ - على قاعدة النوع المزروع كافنديش

بمرور قرون، سيحصل حالات تهجين جديدة وتظهر حالات ثلاثية المجموعات الصبغية. واحد من أهم تلك الهجائن هو القادم من مجموعتين فرعيتين ثنائيتي المجموعة الصبغية معروفتي الأصل. فسيولد من المجموعة الفرعية كهاي الماليزية نوع جديد يسمى أكوندرو مينتي. وستعطي المجموعة الفرعية ملالي من غينيا الجديدة والجزر القريبة الأصل لنوع جديد يسمى بيسانغ بيبيت. يعتبر العلماء، تدعمهم دراساتهم الجينية ومعرفتهم بأصل وتوزيع الموز تاريخياً، بأنّ الحدث الهام، قد حصل بمكان ما بين ماليزيا وتايلند. فهناك سيقوم مشيج أحادي المجموعة الصبغية A للنوع يسانغ بيبيت بإلقاح مشيج ثنائي المجموعة الصبغية AA للنوع أكوندرو مينتي. بتلك اللحظة، بالضبط، وُلِدَ النوع كافنديش السلف الرسميّ لموز جزر الكانارياس الاسبانية.


  موز كافنديش، هو موز ثلاثي المجموعة الصبغية بجينوم AAA وناجح جداً بالوقت الراهن. لكن، عندما ظهر هذا النوع، لم يكن وحيداً، فبالكاد منذ 50 عام، لم يكن زراعة هامة، بل شقيقه اللقيط، هو من سيطر في السوق العالمي. إسمه غروس ميتشيل وهو ثلاثي المجموعة الصبغية ايضاً ومتحدِّر من تهجين الأكوندرو مينتي مع نوع آخر لم يكن معروفاً فيما لو يكن هو سا أو كهاي ناي أون  بكل الأحوال، يرث النوعان المجموعة الفرعية كهاي. فحتى العام 1950 ، النوع المسيطر بالتجارة العالمية هو غروس ميتشيل، ولهذا، جرى توسيع زراعته في كثير من بلدان العالم.

كما رأينا أعلاه، تتأسّس زراعة الموز على استخدام براعم (فسيلات) النبات، لهذا، النباتات الناتجة عبارة عن نُسخ متطابقة مع النبات الأم. تكمن المشكلة الكبرى بأنّ تلك النباتات متطابقة تقريباً بكثير من الملامح بما فيها سهولة التعرُّض لبعض الأمراض. جرت نهاية النوع غروس ميتشيل على يد آفة مسماة "شرّ بنما" وهي عبارة عن مرض يتسبب به نوع الفطر اوكسيسبوروم الفيوزاريوم الذي يؤثر على الأوعية الناقلة للأغذية والنسغ، ما يؤدي لموت النبات. لم تتمكن كل تنوعات الموز غروس ميتشيل من عمل أيّ شيء بمواجهة هذا الفطر ما أدى لإنهائها. لا يعرف هذا المرض "شرّ بنما" لا حدود ولا خطوط عرض أو طول،  ففي وادي أولوا في هندوراس، قد قضى على نباتات الموز بمساحة تتراوح بين 30000 و 40000 هكتار بين العامين 1940 و 1960. لم تنتهِ المشاكل هنا، يمتلك هذا الفطر مقاومة لدرجة ترك المزارعين حقول كاملة دون زراعة لمحاولة قتل الفطر "من الجوع"، وتلك الحقول لم تستخدم خلال 30 عام أو أكثر حتى.

الأضرار اللاحقة بالتصنيع وتجارة الموز فادحة ويصعب إحصاؤها، والمزارعون والمُنتجون على مفترق طرق حاسم: ترك زراعة الموز والوقوع فريسة الجوع أو العثور على مُنقذ قادر على مواجهة "شرّ بنما". هنا، ركَّزوا جهودهم على بعض تنوعات الموز كافنديش، والمفاجأة أنها قاومت الفطر، وبالتالي، المرض وبقيت على قيد الحياة!!! 
 
لاحظ العلماء بأنّ الفطر ينتشر بنوع الموز غروس ميتشيل دون ضوابط عبر أوعية النبات، مع هذا فبعض أنواع موز كافنديش قادرة على إفراز مادة جيلاتينية بداخل أوعيتها، تعمل على تقييد الفطر وشلّ حركته بداخلها مانعة انتشاره. هكذا يتابع النبات نموّه بظلّ شلّ حركة الفطر تلك بصورة طبيعية. إذاً، عثر المزارعون على المُنقذ، ومنذ العام 1960 وحتى يومنا هذا، الموز السائد على مستوى العالم هو كافنديش.

صورة حقل موز مصاب بمرض "شرّ بنما" في ماليزيا، العام 1995


سيتابع النوع البالبيسي حضوره، ولكن، تأثيره بالاقتصاد العالمي محدود جداً، حيث يلعب دوراً لدى شعوب تعتمد على الزراعة وذات موارد محدودة واقتصاد كفاف محليّ. 
 
سيتشكل في الهند إعتباراً من تهجين نباتات المجموعة الفرعية ملالي مع  البالبيسي المجموعة الفرعية بوم - براتا ذات النمط الجيني AAB، كأقربائه نيندرا باتادهي ونادان وهي نباتات موز ذات طعم حلو وحامض بذات الوقت. كذلك، ستتشكل نباتات ثلاثية المجموعة الصبغية أخرى من النمط ABB، بالرغم من عدم وضوح أصله بصورة كاملة. في هذه الأنواع من الموز، تأتي مجموعة الكروزومات (الصبغيات) A من النوع بانكسي، وبالتحديد، من تنوع قادم من كافنديش. المهمة جداً في شبه القارة الهندية وبأفريقيا. هذه الأنواع، هي بعض الأمثلة فقط، فلقد تولّد عن تهجين  النوع المستدق والبالبيسي عدد هائل من التنوعات وبنسب مختلفة من الجينوم A والجينوم B.

كذلك، تُشير الدراسات الجينية لأنه عندما ينتج تهجين من هذا النوع، فستكون النتيجة أكبر من مجرّد جمع أجزاء، حيث يتم خلق كائنات جديدة لم تكن موجودة في الطبيعة. ويشكل هذا نتيجة لسلسلة من الظواهر الحاصة جرّاء "مزج" جينومات متباينة بكل هذا القدر، حيث يعيد الجينوم بناء ذاته، تُنشَّطُ عناصر تبدو غير نشطة من جديد، إلغاء جينات أخرى أو تثبيطها، بينما يجري تعديل عمل جينات أخرى، هكذا، كما تعمل الجينات الأخرى في شروط أخرى. وفي بعض الحالات، يصل التعديل ليطال بنية الصبغيات ذاتها (الكروموزومات).

 
الدورة الثانية للموز ثلاثي المجموعة الصبغية مع أصل وانتشار. تشير الأحرف AAA Cav للنوع كافنديش


القسم العاشر: خلاصات - من يستعبد من؟

رأينا تاريخ الموز أعلاه، من كونه ثمرة صغيرة ومليئة بالبذور غير القابلة للأكل، عملياً، وصولا لثمار لذيذة قابلة للاستهلاك كتنوعات كافنديش. سيُطوِّع البشر المتخصصون بزراعة وتجارة الموز نباتاً، يحقق لهم منافع هائلة. وتنوعت أشكال الزراعة من الحقول للبيوت الزجاجية وغيرها. ولكن، أشجار الموز، فيما لو لديها وعي ذاتي وقادرة على الكلام، ربما لقصّت علينا رواية مختلفة أخرى، هي:

هل شاهدتم تاريخ البشر منذ أن عاشوا في قبائل صغيرة وصولاً لتشييد المدن الضخمة. لقد تمكنا من استعباد البشر لنشر نوعنا على امتداد العالم واعتباراً من نباتات لا قيمة لها بالأساس. لقد خصّص البشر كثير من الوقت والجهد والمال خلال ملايين السنين للاهتمام بنا والحفاظ علينا، لقد تمكنا من إخضاع الإنسان ككائن يتمتع بالقدرات الأكبر في هذا الكوكب لمصلحتنا.

صورة جويّة لهكتارات مزروعة بالموز في منطقة إنزفيل (كوينزلاند، أوستراليا)


استخدم الموز البري في الأحراش حيوانات لتحقيق تخصيب أزهاره ونشر بذوره كالخفافيش والزبَّاد بوصفها وسائط نقل لبذورها. ربما، لم تتغير الأمور كثيراً في العصر الحديث، فلقد ضحّت نباتات الموز ببذورها لقاء إنتاجها لثمار ضخمة، لكن، لم يتغير الأمر كثيراً، حيث يقوم الإنسان العاقل بدور الناقل والناشر لنباتات الموز. وبالنسبة للموز، الإنسان أكثر فعالية بهذا المضمار من خفّاش أو زبَّاد!!

  نتحكم نحن البشر بالنباتات؟ أو تتحكم النباتات بنا؟ 
 
بالواقع، ليس من السهل الإجابة على هذا السؤال، وبتوافق أكبر، من بيئة فلسفية ما. ربما، يحصل الشيئان معاً، لكن، لا أرى جهوزية الكثيرين، للموافقة على أنّ من طُردوا (أبناء آدم) من الجنّة، قد يستعبدهم العالم النباتيّ!! 
 
وهنا نُنهي موضوعنا الطويل!!


 
 
 
 
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة