03/01/2012 - 04/01/2012 - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : 03/01/2012 - 04/01/2012

2012-03-29

Grandes científicos: Jane Goodall علماء كبار: العالمة جين غودول Great scientists: Jane Goodall

Como bien sabemos, las grandes disciplinas científicas cuentan con el imprescindible e invaluable aporte de disciplinas auxiliares que completan su espectro de conocimientos, además de desarrollar su propio cuerpo cognitivo. Una de estas tantas disciplinas, auxiliar a grandes rasgos para la antropología, psicología y la biología, es la primatología, un campo científico en el que destaca por sobre los demás especialistas lafamosa primatóloga británica Jane Goodall

Leer el resto, aquí
 
 


كما نعلم فإنّ الإختصاصات العلمية الكبرى، تعتمد على إسهام هام ولا يقدر بثمن، لاختصاصات مساعدة تُكمِل طيف معارفها، إضافة لتطوير جسمها المعرفي الخاص. من بين تلك الاختصاصات الكثيرة التي تدعم ملامح كثيرة بعلم الانسان وعلم النفس وعلم الاحياء، لدينا علم دراسة الرئيسيات، وهو حقل اختصاصيّ علميّ، قد برزت فيه، إضافة لاختصاصيين عديدين، العالمة الأخصائيّة بدراسة الرئيسيات، وتحمل الجنسية البريطانية جين غودل.

علم دراسة الرئيسيات، عبارة عن حقل علمي يتنكّب دراسة الرئيسيات، إعتباراً من دراسة العناصر التشريحية لأسلاف البشر وصولاً للسلوكيات الخاصة بهذه الأنواع الحيّة. تُعتبر غودل رائدة بهذه الدراسات.


البدايات في أفريقيا

 
ولدت العالمة غودل في لندن العام 1934 لعائلة متواضعة مكونة من رجل أعمال وكاتبة أدب روائيّ. ورغم بذلها لجهود مضنية، إلا أنها لم تستطع إنهاء دراستها، واضطرت للعمل كنادلة في مطعم لتحصيل نفقاتها.

لقد تشكّلت الخطوة التي غيرت حياتها، من خلال رحلتها إلى أفريقيا العام 1957، وبالضبط إلى كينيا. حيث تعرّفت هناك على السيّد لويس ليكي (عالم إحاثة درس التطور البشري في حفريات افريقيا)، ووظفها كمُساعدة، وحيث أمكنه الإستفادة من خبرتها بالحيوانات. لقد زرع ليكي حبّ الشمبانزي في قلب غودل، وباعتبارها مساعدته الشخصية وأخصائيّة بالرئيسيات، فقد بدأت تتسلُّح بأدوات النظام المعرفيّ.

 
في الواقع، وفي العام 1958، دخلت غودل في التدريب العملي، حيث أُرسِلَتْ إلى لندن لدراسة سلوك الشمبانزي وفق معايير علم سلوك الحيوان، وأصبحت على تماس مع العالم الاخصائي الشهير بالرئيسيات جون نابير
 
بوقت لاحق، ساهم العالم ليكي بإرسال غودل للدراسة في جامعة كيمبريدج، والتي حصلت منها على شهادة الدكتوراه في علم سلوك الحيوان.


ملاحظات غودل

 
العام 1960، ارسل ليكي العالمة غودل للعمل في حديقة غومب ستريمب الوطنية في تنزانيا، وهو مكان، قد بدأت غودل بالبحث العمليّ الحقليّ فيه؛ وتمكنت من تحضير قواعد النظرية العلمية التي ساهمت بإكسابها الشُهرة.

لقد درست بذاك المكان جماعة الشمبانزي كاساكيلا، والتي أسمتهم هامفري أو ديفيد غريبيرد بدلاً من إعتماد تسميات بسيطة. هذا الطرح الأكثر شخصانية للشمبانزي، سمح لها كعالمة رئيسيات بملاحظة سلوكيات لم يكن العلم، قد أعطاها حقها سابقاً.

على سبيل المثال، لاحظت كيف طوّرت الشمبانزي شخصيات فردية أبعد من الجماعة، واعتمدت إشارات بالأيدي كالعناق والقبلات والركل؛ وحتى مشاعر كالفرح والحزن قد بدأت تبدو عليهم، وتُعتبر كلها مؤشرات خاصة بالكائنات البشرية، ولم يقم بالتطرق لها أي عالم رئيسيات "بوصفها حاضرة" عند أحد الرئيسيات.

لم تفاجيء غودول تلك الملاحظات فقط، بل إنّ مراقبة دقيقة قد سمحت لها بملاحظة مهارة جيدة عند أحد الشمبانزي. فقد لاحظت كيف تعامل شمبانزي مع وكر النمل الأبيض، حيث أدخل بضع أعشاب صغيرة في ثقوب وكر النمل الأبيض، وكيف سحبها وعليها النملات. لقد شكّل صيد النمل هذا سبب كاف للتفكير بالرئيسيات وتطور وإستخدام الأدوات.

شكّل إتجاه الشمبانزي العدوانيّ ملاحظة أخرى لغودل. فلقد راقبت غودل الإناث المسيطرات حين قتلت أبناء إناث أخريات للحفاظ على موقفها المسيطر، حتى أنها وصلت حدّ أكل لحم بعضها البعض. 
 
 ملاحظات عالمة الرئيسيات جسر آخر يمتد بين طبيعة الشمبانزي وطبيعتنا ككائنات بشريّة.


إنتقادات لعملها

 
خلال عقد الستينيات من القرن المُنصرم، بدت الوضعيّة الجديدة بحال تقهقر، حيث ظهرت طروحات جديدة شخصانيّة في المؤسسة العلمية. من هنا، وُجِّهَ نقد يستند على طروحات موضوعية لعمل عالمة الرئيسيات غودل.

فقد جرى إنتقاد المنهجيّة المطبّقة من قبل غودل، حيث اعتُبِرَ طرحها شخصانياً، عندما أطلقت أسماءاً بشرية على الشمبانزي، ويُفهم من هذا وكأنها كائنات حسّاسة. وهذا بحسب الطروحات التقليدية، عمل كحجاب للواقع، وهو الذي فُرِضَ على غودل ساعة تحصيل نتائج عملها وبحثها.

لقد تغيّر الزمن، وبعد هذا النقد بسنوات، لم يعترف العلم فقط بعلم الرئيسيات، بل بكل ما يتصل بالعلوم الإجتماعيّة، علم المناهج والتفسيرات الشخصانيّة. وهو ما دفع بطروحات غودل لتحظى بإهتمام مضاعف، والتي مازالت مُهمة وتُعتمد في علم الرئيسيات حتى يومنا هذا.


معهد جين غودل والنشاط

 
بناءاً على نجاحاتها وتقديرها في المؤسسة العلمية، أنشأت جين غودل معهداً حمل إسمها  العام 1977. يُشجّع هذا المعهد البحث والعمل على الشمبانزي، إضافة لبرامج حفظها في أفريقيا.

غودل، وطوال فترة دراستها، ساهمت بتشجيع إحترام الحيوانات، وقد كانت رئيسة لمنظمة حفظ حقوق الحيوان، وهي منظمة مؤسسة في أدنبرة بإسكتلندة، تناهض إستغلال الحيوانات، استمرت برئاسة المنظمة حتى العام 2008 حيث أعلنت إستقالتها.

يبلغ عمر غودل اليوم 76 عام، وقد كُرِّمَتْ بمناسبات عديدة بسبب عملها البيئيّ والإنسانيّ. ومن قبل جهات عدّة بريطانية أو من الأمم المتحدة بين جهات أخرى.

2012-03-25

Antecedentes مسائل رئيسيّة في التطور البشريّ (2): السابق أشباه البشر Keys to human evolution

El conocimiento de los Orígenes del Hombre ha seguido un curso paralelo a la historia de los descubrimientos de homínidos fósiles. Desde el primer neandertal hasta el homínido más antiguo conocido en la actualidad y objetivo de esta unidad didáctica, Ardipithecus ramidus, han tenido lugar muchos descubrimientos y se han abierto nuevas líneas de investigación que han permitido precisar más las preguntas de quién, cómo, cuándo, dónde y porqué de los protagonistas de la evolución humana

Leer el resto, aquí


توازت قضيّة معرفة الاصول للإنسان مع تاريخ الاكتشافات المتصلة بأحفوريات البشرانيّات وبينها إحفوريات لأشباه البشر. منذ أول نياندرتال وحتى شبه الإنسان الأقدم المعروف بالوقت الراهن، وهو الذي سندرسه بهذه السلسلة:  شبه الانسان آردي الذي ينتمي للقردة الجنوبية، ويعود لأنثى فتحت خطوط بحث جديدة، سمحت بتحقيق مزيد من الدقّة بالاستفهام حول مَنْ، كيف، متى، أين ولماذا حدث التطور البشريّ.
 
تقترح تقديرات مؤسّسة على علم الاحياء الجزيئي والسجل الأحفوري بأنّه من نواة سلف، قد انفصلت الخطوط التطورية المختلفة، التي اعطت المجال لظهور الرئيسيات الحالية الأكثر قرباً للإنسان ولنا نحن بالتحديد. وقد تراوحت تواريخ الانفصال عن الجذع المُشترك، كالآتي: فقد انفصلت بداية الغيبون منذ ما يقرب من 24 مليون عام. تالياً تميّز الخطّ الذي اعطى المجال لظهور  الأورانغتون الراهن منذ ما يقرب من 15 مليون عام. ثمّ اتى دور الغوريللا وبزمن يعود إلى 8 مليون عام. وأخيراً خطّ اعطى المجال لظهور نوعي الشمبانزي من جانب، وخط لاشباه الانسان من الجانب الآخر منذ أكثر من 5 ملايين عام بقليل في افريقيا. مما سبق يُستنتج وجود سجل إحفوري لسلالة أو لمجموعة سلائل من أشباه الانسان والتي استمرت منذ 5 ملايين عام وحتى وقتنا الحاضر. يُقبَلُ بيومنا هذا، بأنه قد وُجِدَ بسياق عائلة أشباه الإنسان: 4 أجناس مختلفة مع أنواع حيّة عديدة، والتي تتحدّد، بدورها، بسلائل مختلفة ضمن شجرة عائلتنا التطورية.


مُصطلح "أشباه الإنسان أو أشباه البشر" هو مُصطلح عام، يُعرِّفنا على ممثليّ العائلة البيولوجية التي ننتمي لها، والتي تضم إضافة لنوعنا نحن، تلك الصيغ الإحفورية الأكثر قربا مع الانسان العاقل. نحن الجنس الوحيد الباقي على قيد الحياة من تلك العائلة في الوقت الراهن. مع هذا، ومنذ انفصال أقربائنا الأقرب أي الشمبانزي، قد سكنت أجناس مختلفة، والكثير من أنواع أشباه الانسان، كوكبنا، تعايشت مع بعضها البعض في كثير من اللحظات، وتعايش العديد منهم بذات الوقت.
 
منذ ما يقرب من 75 عام، نفذوا كثير من الحفريات في مواقع بالقارة الافريقية، والتي سمحت بإعادة تركيب إحفوريات لأشباه الإنسان ذوي أشكال متنوعة جداً وتسلسل زمنيّ واسع جداً.

 
بيومنا هذا، وبحسب الأدلة التي تحملها معطيات علم الأحياء الجزيئيّ، يوجد اتفاق عام حول إقرار انفصال عائلتنا، ما يعني عملياً، ظهور أول شبه إنسان بشرانيّ، خلال الفترة الممتدة ما قبل  8 إلى 5 ملايين عام. تتفق هذه الأرقام مع تغيُّرات بيئية في العالم القديم طالت العوامل المناخيّة والانخفاض التدريجي بتركيز ثاني أوكسيد الكاربون بالغلاف الجوي، ما يجعلنا نميل لربط هذه التغيرات بأصل أشباه الإنسان كنتيجة تكيُّف مع الوسط البيئيّ الجديد. مع ذلك، وكما سنلاحظ لاحقاً عند مراجعة خصائص آردي كشبه إنسان بدائيّ، والذي عاش في بيئة غابيّة مطيرة، كالتي تعيش الشمبانزي بها في يومنا هذا، على سبيل المثال.
 
"الحلقة المفقودة أو الوسيطة"، في الواقع، يوجد كثير من "الحلقات المفقودة"، حيث يُمثل كل شبه إنسان أحفوري: واحدة من الحلقات في سلسلة طويلة من التغيرات التطورية التي حصلت منذ أول سلف مُشترك وصولاً إلينا نحن. ما هو مؤكد فعلاً، هو أنّ السلف الأول المُشترك بين اشباه الانسان (البشرانيات بالعموم) وبين الشمبانزي الراهنة، هو "قرد أكبر" ذو خصائص عامة، وحيث أنّ القرود الحالية تحتفظ بملامح أكثر بدائيّة من ملامحنا نحن، وعندما نعود للوراء لزمن أكبر، سنقترب أكثر من هذا النموذج العام المشابه أكثر للشمبانزي والغوريللا الحاليين.
 
وصولاً لزمن ظهور الأحفوريات، التي يرتكز عملنا عليها، ساهمت مواقع التنقيب في شرق وجنوب افريقيا بالكشف عن أحفوريات وفق تسلسل زمني لفترة أحدث من 4 مليون عام، حيث ميّزوا ثلاث أجناس مختلفة من أشباه الإنسان، هي: القردة الجنوبية، الأناسي النظير وأشباه البشر والبشر.


ففي خريف العام 1992، عثر فريق بحث البروفيسور تيم د. وايت التابع لجامعة بيركلي ويعمل في بضع مواقع حفريات لفترة تعود لحوالي 4.4 مليون عام بمنطقة عفار في اثيوبيا وبموقع اسمه أراميس، بالتحديد، على بقايا شبه إنسان بدائيّ، لم يستحق لقب نوع حيّ جديد فقط، بل جرى اعتباره جنساً جديداً، هو آردي.

ستسمح لنا دراسة ونقاش الميزات التشكلية لآردي بالتعمُّق بإشكاليّة أيُّها هي الملامح التي تحدّد شبه انسان، ما هو الشيء الذي يسمح لنا بالتمييز بين أحفور لعائلتنا وأحفور آخر ليس كذلك. يشكّل احفور آردي مثال جيد لكيفية التقدُّم بالمعرفة حول الأحفوريات، تغيّر (أو لا) المقدمات العلمية التي تتناول كيفية ومتى ينتج التطور في جماعة بيولوجية محددة.


تعيش الشمبانزي والغوريللا، راهناً، في بيئة حرشيّة مغلقة مطيرة، ومن الواضح أن هذه البيئة، التي يشغلونها منذ انفصال الخطّ التطوريّ الذي أعطى المجال لظهور أشباه الانسان، غير مناسبة لعملية حفظ الأحفوريات، وربما هذا هو سبب عدم معرفتنا لأيّ سلف لخطها التطوريّ. فهذا يصعّب مهمة الحصول على معطيات تتصل بمعرفة السلف المشترك بين اشباه الانسان وقرود البشرانيّات. مع هذا، ما نعرفه اليوم عن سجل أوائل أشباه الإنسان، يسمح لنا بملاحظة أنه كلما رجعنا زمنيا للوراء، يظهر تشابه أكبر بين أوائل أشباه الانسان وقرود الشرانيّات الراهنة وتقلّ الفروقات بينهما، لكنها كافية وهامة لإثبات أنّ تلك النماذج الاحفورية قد أعطت المجال لحدوث قفزة باتجاه آخر.
 

على ماذا نُطلق تعبير شبه إنسان؟  



بحسب بعض الباحثين الحاليين، ينتمي شبه الانسان إلى عائلة البشرانيّات. مع هذا، يعتبر باحثون آخرون بأنه ضمن هذه العائلة، يجب تضمين القرود الكبرى الراهنة كذلك، والقيام بتحقيق تقسيم فرعيّ بمستوى عائلات فرعيّة أي:
 
 
  الشمبانزيات  + تحت فصيلة الإنسانيات. 
 

نعرف اليوم، بفضل الدليل القادم من علم الوراثة الجزيئيّ، أنه وبحسب وجهة النظر البيولوجية المحضة، فهذا التصنيف غير صحيح. فنحن نتقاسم مع الشمبانزي سلف مشترك، ليس غوريللا ولا أورانغتون. ولهذا، من الأفضل أن يشمل تحديد شبه الإنسان كل الانواع الاحفورية التي ظهرت في خطنا التطوريّ بعد تفرُّع الشمبانزي.

كذلك، التعريفات التي أُعطيت لشبه الانسان لا تُعدّ ولا تُحصى. ففي العام 1758، أسماها كارولوس لينيوس جنسنا ونوعنا الحيّ. جرى تعريف عائلة البشرانيّات، لأول مرّة، العام 1825 من قبل جون إدوارد غراي. حتى أواسط القرن التاسع عشر، لم يُعرَفْ أيّ نوع أحفوري وارتبطت أوائل الإكتشافات بجنسنا نحن. عندما شُخِّصَت الخصائص التشريحية لعائلة الإنسانيات، أُعِيدَ تعريفها من قبل ويلفريد كلارك العام 1955، حيث ركّز على الجمجمة والأسنان وجزء صغير من أسفل الرقبة. بعض تلك الخصائص، على سبيل المثال: سعة كبيرة في الجمجمة، ترتيب الاسنان على الفكّ على شكل قطع متكافيء، أنياب صغيرة وأعضاء متكيفة تماماً مع وضعية المشي المنتصب والتنقّل على قدمين.

عندما ظهر نوع القردة الجنوبية، أُبعِدَ جزء من تلك الخصائص. فقد ميّزوها عن "القرود"، بشكل رئيسيّ، بسبب اختزال عدد أسنانها، خصوصا الأنياب، في شكل تآكل الأسنان وفي المشي على قدمين كملامح أساسيّة. منذ اكتشاف القرد الجنوبي العفاري، أصبحت التعريفات أوضح على نحو متزايد، ومن هنا، يُعرف بالاصطلاح العاميّ  "شمبانزي يمشي على قدمين". يميّز اشباه الانسان عن الشمبانزي
المشي على قدمين بشكل أكبر.

لا يوجد دليل قاطع حول هوية آردي لينتمي إلى نوع شبه انسان مشى على ساقيه، لكن ما نعرفه بشكل أكيد، هو أنه قد تغيّر حجم وشكل الأنياب، وتآكل أسنانها بصيغة مختلفة. بيومنا هذا، تكفي الميزتان لتحديد وتعريف شبه إنسان.


قضيّة نشوئيّة تطورية قبل آردي


 بحسب حفريات جنوب افريقيا، شكل القرد الجنوبي سلفنا وبينت وجود أنواع عديدة تنتمي إلى هذا الجنس. ساهمت حفريات لاحقة، في شرق افريقيا، بتوسيع معارفنا حول التوزع الجغرافي والزمنيّ للاسترالوبيثكس أو للقرود الجنوبية. وصولاً حتى العام 1994، وهو زمن اكتشاف الرد الجنوبي العفاري، والذي يعود إلى الفترة الممتدة بين ما قبل 3 إلى 4 ملايين عام، وقد مثّل شبه الإنسان الأول المعروف (الأقدم) وساهم بسدّ جزء من الفراغ القائم بين بشرانيّات فترة الميوسين وبشرانيّات بدائيّة أخرى. لقد مثّل تشكيلها السنّي اللحمي (اللثة + الاسنان) البدائيّ برهان ملموس بفضل الدليل الجزيئيّ، والذي يلتمس وجود سلف مُشترك بين البشرانيّات والشمبانزيات الافريقية، حيث عُثِرَ عليه بمستويات زمنية تعود لفترة الميوسين الأخيرة / فترة البليوسين المبكرة.

 
على هامش أحفوريات النوع القرد الجنوبي العفاري، عُثرَ على بعض البقايا المنعزلة والقطع المتفرقة لأحفوريات أشباه إنسان في كينيا وذات تصنيف غير واضح: قطعة فكيّة مع بعض القطع السنيّة وكسرات باقية من جمجمة في موقع حفريات لوتاغام مع تأريخ زمني عرضة للشكّ يمتد لما قبل  6 إلى 5 ملايين عام، قطعة من عظم العضد اليساريّ في موقع كانابوي وبقدم زمنيّ يتراوح لما قبل 4.5 الى 4 ملايين عام، فكّ بموقع تشيميرون وقطع اخرى فكيّة بموقع تابارين وهما بتسلسل زمني تقريبي لما قبل 4.5 مليون عام. لقد ظهر القرد الجنوبي العفاري في الشجرات التطورية كأول سلف مُشترك لكل أنواع أشباه الإنسان، وبعمر يعود لما قبل 3.6 مليون عام. وفي حال حصول تفرُّع بخطّ الشمبانزي بزمن يعود لما قبل 5 ملايين عام على الاقلّ، فللآن، تبقى الأبواب مفتوحة للعثور على سلف أقدم ضمن عائلتنا.
 

 

اكتشاف آردي 

 

  العام 1992، عثر تيم وايت وفريق بحثه، خلال عملهم باكتشاف مخزونات أحفورية تعود لما قبل 4.4 مليون عام في منطقة مجرى نهر أواش في اثيوبيا، بداية على الطاحن الثالث العلويّ، وبذات الحملة عثروا على بقايا أكثر لبضعة أشباه إنسان بدائيين جداً.

 أسموها القرد الجنوبي راميدوس (وأُعيدَ تسميتها لاحقا ليس بوصفها نوع جديد، بل بوصفها جنس جديد باسم خاص آردي). حيث حُددت كحلقة أقدم في تاريخنا التطوريّ.
 

"يعود أصل مُصطلح Ardipithecus ramidus لكلمة Ardi والتي تعني "تُربة" في اللغة المحلية بمنطقة عفار الاثيوبية، وأصل pithecus باليوناني وتعني "القرد"، كما تعني ramid "جذر" في ذات المنطقة الاثيوبية، وبهذا يُشير المُصطلح الكامل سواء للجنس كما للتحديد النوعيّ "للقرد" المتواجد في جذر الشجرة التطورية البشريّة". 


  نُشرَت تلك التفاصيل للمرة الاولى عام 1994 كدراسة لأحفوريات أُعيدَ تركيبها في موقع أراميس بإثيوبيا. وتتكون تلك اللقى من أسنان، قطع قاعدة الجمجمة، قطع فكيّة وتحت قحفيّة (قطع متعددة لذراع شخص بالغ وعظم عضد منعزل بالجانب الآخر ينتمي لفرد آخر). بالإجمال، يصل العدد الأقلّ للأفراد المختلفين الممثلين للقطع إلى 16. النموذج التشخيصي لآردي، عبارة عن مجموعة اسنان المترابطة والتي تحمل اسم ARA-VP-6/1. 


بوقت لاحق، وفي الحملة الدراسية بعامي 1994 و1995، أُعيدَ تركيب بقايا أخرى، جزء من هيكل عظميّ كامل تقريباً بالرغم من تكسّر قطعه، ولم يُنشَر شيء حوله للآن:

 حيث تنتظر المؤسسة العلمية بترقُّب كبير. بين أشياء أخرى، سنعرف فيما لو مشى شبه الإنسان هذا (آردي) على قدمين، أو أن تلك الميزة قد ظهرت، بوقت متأخّر، خلال التطور البشريّ.

 

من هي آردي؟ ميزات مورفولوجيّة

 


سنتحدث، هنا، تفصيلياً حول الميزات الرئيسية التشريحية، مما نشره العلماء حول آردي.

يجري التمييز بين آردي وأنواع أخرى من أشباه الإنسان، بما فيها القرد الجنوبي العفاري، من خلال:

أولاً: أنياب كبيرة مقارنة مع الأسنان الأخرى (ضواحك وطواحن)، فهي أكبر مما لدى أي شبه إنسان؛ لكنها أصغر من أنياب الشمبانزي.


ثانياً: أول طاحن سفلي (أول سن لبنيّ) ضيق ومتطاول، ذو قمّة واحدة رئيسية. نُشِرَ شكل هذا السنّ على غلاف مجلة الطبيعة الشهيرة، استحق الاهتمام لأنه يوافق بنية تشكلية بدائية جداً وأقرب إلى ما لدى الشمبانزي الراهن.

ثالثاً: أنياب وطواحن ذات مينا رقيق. لدى باقي أشباه الانسان مينا خشنة. يظهر أن سماكة المينا تتصل بقوّة بنوع الغذاء المُستهلك. فالمينا الرقيقة التي نجدها عند آردي والشمبانزي وغيرها من القرود الحالية، تُساعد على عملية هضم الفاكهة والعوزة (أغذية طريّة). بينما المينا الخشنة لدى باقي أشباه الإنسان المعروفين، ترتبط بحصول تغيُّر باتجاه نظام غذائيّ يعتمد على مواد أقسى.

رابعاً: ثالث ضاحك سفلي وعلوي غير متماثلين بشكل واضح، وعمليا بقمة واحدة. من المفترض أن "أنسنة" الأسنان، ترتبط بازدياد عدد وحجم القمم سيما في الضواحك. حيث تُعرف هذه الخاصيّة باسم الاستقطاب، وآردي بدائيّة على هذا المستوى.

يمكن تمييز آردي، كشبه إنسان، عن باقي القرود الحاليّة وبعض بقايا الإنسانيات الأحفورية، من خلال:

أولاً: تشكيل الناب حادّ أكثر (قاطع أكثر). في كل أشباه الإنسان، في الأنياب قمتين صغيرتين جانبيتين تابعتان للقمة الرئيسية، وبهذا، تكسر الصيغة التقليدية للانياب البدائية. بحيث اصبحت مربعة أكثر، وتظهر كقواطع.

ثانياً: في الناب السفلي تآكل سطحيّ. تآكل الأنياب عند القرود الكبرى (البدائيّة) عمودي  (كالمقصّ) وشكل الاطراف القاطعة من الأمام والخلف. تختفي هذه الوظيفة عند أشباه الإنسان (وعند آردي) والتآكل سطحي أو أفقيّ.

ثالثاً: وقع الثقب القذاليّ السفليّ، سابقاً، وفقا لموقع الثقب السباتيّ (عبارة عن ثقب، تدخل الشرايين السباتيّة عبره بالجمجمة). الثقب القذالي، أو بتعبير آخر الفتحة القائمة بقاعدة الجمجمة والتي تصل المخ بالنخاع الشوكي، بوضعية عمودية أكثر مما عند القرود. وباعتبار أن البقايا متشظية جداً، الدليل غير قطعيّ لتحديد الامر، كمثال، فيما لو مشت آردي على قدمين أو لا.

نسبة لباقي الهيكل العظميّ، وفي الموضوع المنشور في مجلة الطبيعة عام 1994، تُدرَسُ أحفوريات، أُعيد تركيبها، تعود للذراع الأيسر لفرد بالغ. في التطور البشريّ، سواء التغيرات بتشكيل الجمجمة أو الأسنان، هي الأوضح عند أشباه الإنسان المختلفة، حيث تحضر التغيرات في عظام باقي الهيكل العظمي بشكل أقلّ. وُجِدَ تغير أكبر عند لحظة اكتساب صيغة المشي على قدمين، والذي قاد لحصول إعادة تنظيم لمنطقة الخصر للاسفل، ولاحقا، حصول تغير ثاني في النسب بين الأذرع والسيقان. تبين دراسة ذراع آردي التفصيلية، حضور مزيج من الخصائص البدائيّة (الشبيهة بما لدى الشمبانزي الراهن) وخصائص أخرى (موجودة لدينا).

تبيّن التقديرات، بخصوص القوام، المبنية على بقايا الذراع، حجم شبه الإنسان هذا الأطول من لوسي وهي قردة جنوبية عفارية، لكنه أصغر من أفراد باقي نوعها. تتراوح معدلات قوام القرد الجنوبي العفاري بين 1.05 و 1.51 متر، عند الذكور والإناث. ولآردي قوام، يمكن إدراجه بين هاتين القيمتين.

الوضع البيئيّ والزمنيّ لأشباه الانسان، بحقبة البليوسين السفلى، بمنطقة أراميس الإثيوبية

يقع مكان الحفريات أراميس في منطقة مجرى نهر عواش المتوسط بشرق اثيوبيا. لقد ساهمت عملية الحت والتعرية الطبيعية بكشف كثير من الأماكن، وسمح هذا بدراسة تسلسل طبقيّ هائل. تقع السلاسل الأقدم في منطقة نهر عواش المتوسط، التي تتوافق مع فترة الميوسين الأخيرة ولم يُعثر بها على أحفوريات أشباه إنسان. فغالبية الرسوبيات المتوفرة تعود لفترة البليوسين، وحتى اكتشافات موقع أراميس، تحوي كل إحفوريات أشباه الإنسان الأقدم بمجرى نهر عواش المتوسط، وقد وافقت شبه الإنسان القرد الجنوبي العفاري، والذي يبلغ عمره بين 3.4 و3.8 مليون عام. 

 

  عملياً، مخزون الرواسب النهرية أفقيّ، ويحتوي على طبقات بركانية، جرى تحديد تواريخها باتباع مناهج مختلفة: بواسطة الآرغون 40Ar/39Ar، من خلال المغناطيسية القديمة والتسلسل الزمني الحيويّ. توحي كل التفاصيل المتعلقة بالرسوبيات، المُكتشفة من قبل فريق تيم وايت خلال حملته عامي 1992 و1993، بأنها قد تخزّنت في الفترة الممتدة بين ما قبل 4.48 مليون عام و4.29 مليون عام. طبقات بركانية فوق بعضها، طبقة فوق طبقة أخرى، جرى تأريخ الطبقة التي تظهر فيها أغلبية أحفوريات آردي لفترة ما قبل 4.39 مليون عام. وبالتالي، يمكن تقريب عمر آردي إلى 4.4 مليون عام.



ظهرت في المستويات، التي استُعيدّت منها بقايا آردي، بقايا كثيرة لحيوانات ونباتات بفترتها. التشكيل الحيواني فريد مقارنة بمواقع اخرى لأشباه الإنسان التي تعود لفترة البليستوسين. حيث يوجد وفرة بنوع من القرود هو الكولبساوات وبنوع من الظباء هو الكود الأكبر. وعاش كلاهما، تقليدياً، في الأحراش، وهو ما يؤشّر لنوع المسكن الذي شغلته آردي. كذلك تظهر آكلات لحوم متنوعة، كالضباع، ثعالب المياه، وكذلك يُسجّل أقدم حضور لنوع من الدببة البدائية هو أغريتوريوم Agriotherium.

يرتبط نوع القردة الجنوبية العفارية بمساكن أوسع، بحيث يدفع اكتشاف آردي، واعتباره شبه إنسان يقطن غابة مطيرة، إلى طرح قضايا بيئية جديدة متصلة باصل وظهور أول شبه انسان. 
فيما لو مشى أول شبه إنسان على قدمين، قد امتلك إمكانات كبرى في مسكن جديد كمناطق الاحراش الأوسع وهذا وضع متوفر عند نوع القرد الجنوبي العفاري. لكن كما رأينا سابقاً، يظهر بأنّ آردي قد عاشت بنمط حرشيّ مُغلق رطب، ولا نعرف فيما لو مشت على قدميها أو تنقلت بطريقة أخرى. لكن بالطبع، نعرف أنه شبه إنسان. تعرضت كل إحفوريات منطقة أراميس للكسر، وقد تناثرت لقطع صغيرة في بعض الحالات، وقد ظهرت على غالبيتها علامات لآكلي لحوم. ويمكن تفسير هذا بوصفه عمليات توغل متكررة لآكلي لحوم بمنطقة، قد ظهرت بها بقايا الجثث. لا تظهر بالعموم علامات نهش ناتج عن عملية نقل كبيرة للفرائس، ما يعني بأنها قد ماتت في ذات المنطقة أو بالقرب منها.
 

 

الوضع منذ ظهور آردي 

 

حول آردي الإثيوبيّة، نُشِرَتْ معلومات تخص الأسنان ومواد متناثرة، ونحن بانتظار معلومات تخص الهيكل العظمي وأحفوريات أخرى، عثروا عليها في حملات كشف لاحقة. لقد أثار هذا الاحفور الجدل، وهذا طبيعي ويحصل إثر اكتشاف أي عيّنة جديدة، ويحصل على وجه الخصوص في حال وصفه لجنس جديد أو لنوع جديد.

يشكّك بعض العلماء بانتمائه إلى شبه إنسان بسبب ضيق طواحنها والمينا الرقيق بأسنانها، ونجد كلا الأمرين عند القرود الكبرى. رغم هذا، فقد اعتبروا هذا النوع البدائيّ مميزاً. ترى أغلبية العلماء بأنّ مورفولوجيّة أنيابها العليا (لها شبه هائل بالقواطع)، ونمط التآكل السنّي، ملمحان كافيان لتحديد الانتماء إلى نسب أشباه الإنسان ولا ينتمي إلى نسب القرود العليا.

  في جميع الاحوال، يجب التنويه إلى أنه حتى تاريخه، مشت كل أشباه الانسان، التي أُعيدَ بنائها من أحفورياتها، على القدمين، وهو شرط كافٍ لتحديد انتماء أحفور لعائلتنا، لكنه شرط غير ضروريّ. فمن المفترض أن كل هذا يتوقف على تعريف شبه الإنسان المُستخدم، لكن بمعايير التصنيف الراهنة، يكفي وجود ملمح واحد فقط مُشترك (مُتقاسَم) مع باقي أشباه الإنسان؛ ولا يظهر عند الشمبانزي، بدوره، ليُعتبَر الإحفور لشبه إنسان مهما تضاءل حجمه واختلف منظره .. الخ. في حالة آردي، نجد هذا الملمح الصغير والمحدد في مورفولوجيّة الناب المعقّد العلوي وفي الضاحك الثالث السفليّ.


تؤكد اكتشافات أخرى، كالعثور على القرد الجنوبي الأنامي في مواقع كانابوي وعليا باي في كينيا، على وجود ملامح شبه إنسان ذو ميزات قريبة لميزات القرد الجنوبي العفاري (في البنية السنية والمشي على قدمين) ويعود إلى ما يقرب من 4 ملايين عام، وفي مسكن أوسع من الأحراش القائمة بمنطقة أراميس، حيث عاشت آردي. 

يعتبر بعض العلماء أن هناك قرب زمنيّ كبير بين آردي والقرد الجنوبي الأنامي، وهما مختلفان عن بعضهما على مستوى اشتقاق الواحد من الآخر وهما في قاعدة السلالة التي أعطت المجال لظهور جنس بشراني. عندما نعرف نتائج أبحاث متصلة بأدلة أحفورية جديدة، تعود لكلا النوعين، سنتمكن من طرح أسئلة أدقّ حول الأصول الأقدم لنوعنا الحيّ.

 

قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة

 

  مسائل أساسيّة في التطور البشريّ (1): الرئيسيات

  مسائل أساسيّة في التطور البشريّ (3): المُناخ والتكيفات الحيوانية والنباتية 

مسائل أساسيّة في التطور البشريّ (4): أصل وانتشار الجنس البشريّ  

مسائل أساسيّة في التطور البشريّ (5): إكتشاف إنسان نياندرتال   

2012-03-24

Por qué los gatos no comen dulces لماذا لا تأكل القطط الحلوى؟ Why don't cats eat candy

Alguna vez te has preguntado por qué los gatos no comen dulces? ¿Acaso no lo sabías? Los leones, los delfines, las hienas y otros animales carnívoros, como por ejemplo los gatos, han perdido su habilidad para degustar dulces..
Por otro lado a los omnívoros no les ha ocurrido lo mismo. ¿A qué se debe esto? Sencillamente se trata de una cuestión de necesidad de carbohidratos, de una cuestión evolutiva y de supervivencia..
Si quieres conocer más, te invito a que hoy en OjoCientífico veamos por qué los gatos no comen dulces según algunas investigaciones publicadas en Discoverynews sobre este tema..
A los gatos no les gusta tanto lo dulce, pero sí la carne
Los leones, los tigres, las nutrias asiáticas y muchos otros animales como en este caso los gatos parecen ser indiferentes a los dulces casi por completo. Este tema ha llevado a un grupo de científicos a analizar varias de estas especies..
Lo que logró determinarse es que en los últimos años estas especies han ido sufriendo distintas mutaciones a nivel genético que las ha vuelto incapaces de saborear muchos alimentos dulces. Estas mutaciones han llevado a que la lengua de dichos animales tengan varios defectos. Probablemente estas mutaciones comenzaran en animales que subsistían con dietas basadas únicamente en la carne..
Se trata de un cambio verdaderamente asombroso y que ha dado lugar a que nuevas generaciones hayan perdido todo el interés por nuestras galletas y dulces..
En el caso de los omnívoros, la situación es distinta. La obtención de carbohidratos y la capacidad de degustar dulces es una cuestión de supervivencia, por lo que sus receptores gustativos continúan intactos. Jamás veremos a un mapache rechazar un caramelo..
El cambio en las papilas gustativas de los gatos
Hace años que los científicos saben que los gatos presentaban cierta indiferencia hacia los dulces. Sin embargo hasta el año 2005 no se había estudiado seriamente. En ese año la Monell Chemical Senses Center de Philadelphia publicó estudios que señalaban que varios cambios a nivel genético estaban determinando las preferencias en la alimentación de gatos domésticos..
Con el tiempo se han analizado nuevos casos y sorprendentemente se notó que lo mismo había ocurrido con leones, tigres y jaguares (entre otros felinos) tanto en zoológicos de todo el mundo como en estado salvaje. También ocurría lo mismo con felinos domesticados y mascotas de todo el globo..
Para entonces miles de personas que tenían gatos como mascotas y otros felinos declararon que esto era una falsedad ya que sus mascotas comían dulces, como pasteles y galletas, señalando al biólogo Gary Beauchamp (encargado de la investigación) como un mentiroso..
En su defensa, Gary sostuvo que lo que el gasto buscaba en este tipo de alimentos eran grasas y otros nutrientes, pero no dulces.


http://www.ojocientifico.com/3633/por-que-los-gatos-no-comen-dulces
 
 
 
 
هل تساءلت يوماً:
 
 لماذا لا تأكل القطط الحلوى؟ 
 
لا تعرف الاجابة؟ 


لقد فقدت الأسود والدلافين والضباع وحيوانات أخرى لاحمة، كالقطط، على سبيل المثال، القدرة على تذوّق الحلوى أو الأطعمة السكريّة.

بينما لم يحدث هذا مع الحيوانات آكلة كل شيء (لحوم + نباتات). 
 
بالتالي، ما هو سبب حصول هذا؟ 
 
ببساطة، هي عبارة عن قضيّة إحتياج للكربوهيدرات أو سكريّات، إنها قضيّة تطوريّة وقضيّة بقاء على قيد الحياة.
 
ندعوكم لمعرفة سبب عدم تناول القطط للأطعمة السكرية، وفق أبحاث منشورة في ديسكفري نيوز حول هذا الموضوع.

 
القطط، لا تحبّ كثيراً ما هو حلو، لكنها تحبّ اللحم

 
لا تبالي الأسود والنمور وثعالب المياه الآسيوية وحيوانات كثيرة أخرى، من بينها بهذه الحالة القطط، بالأطعمة السكرية بشكل كليّ تقريباً. قاد هذا الموضوع مجموعة من العلماء لتحليل ومتابعة عدد من هذه الأنواع الحيّة.
 
ما توصلوا له، أنّه خلال السنوات الأخيرة، تعرضت تلك الأنواع لطفرات مختلفة بمستوى جينيّ وراثيّ، بحيث أصبحت غير قادرة على تذوّق كثير من الأغذية الحلوة. قادت تلك الطفرات لحصول تشوهات متعددة في ألسنتها. وربما، قد بدأت تلك الطفرات عند حيوانات إقتصر طعامها على اللحوم فقط.
 
لقد حصل تغيّر مدهش، حقّاً، أعطى المجال لظهور أجيال جديدة، قد فقدت أفرادها كل الميل نحو حلوياتنا.
 
أما في حالة الحيوانات آكلة كل شيء، فالوضع مختلف. فالحصول على الكربوهيدرات والقدرة على تذوق الحلويات، عبارة عن قضية بقاء على قيد الحياة، لذلك، لا تزال مُستقبلات الطعم عاملة لديها. 
 
فأبداً، لن نرى حيوان، كالراكون، يرفض تناول قطعة حلوى.
 

التغيُّر في حليمات التذوّق عند القطط

 
منذ سنوات، يعرف العلماء بأن القطط لا تبالي تجاه الحلوى. مع هذا، وحتى العام 2005، لم تُدرس الحالة جدياً. العام 2005، نشر مركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلادلفيا دراسات، قد أشارت لأنّ تغيرات عديدة بمستوى جيني، قد حدّدت الأطعمة المفضلة لدى القطط المنزلية.
 
وبمرور الزمن، جرى تحليل حالات أخرى، وظهرت المفاجأة بأنه سُجِّلَ ذات الأمر عند الأسود والنمور والفهود (بين غيرها من السنُّوريات أو القططيات) سواء في حدائق الحيوان بكل أنحاء العالم أو في الحياة البريّة. 
 
كذلك، حصل ذات الأمر مع القطط المنزلية أو الأليفة على امتداد العالم.
 
يذكر آلاف الأشخاص، الذين امتلكوا قططاً منزلية وأنواع أخرى من السنوريات، بأن ما تقدّم من كلام خاطيء، وأنّ حيواناتهم أكلت حلوى مثل الكيك والبسكويت، واعتبروا أنّ عالم الاحياء غاري بوشامب (المسؤول عن البحث) كاذب!!
 
في دفاعه عن طروحاته، يرى بوشامب بأنّ ما بحثه القطّ بهذا النمط من الغذاء (اللحوم) هو عبارة عن المواد الدهنية وأغذية أخرى لا السكريات أو الحلوى.

تعليق فينيق ترجمة
 
قد يدفع الجوع أيّ كائن حيّ لتناول أيّ شيء بلحظة معطاة ما، حتى لو أنّ الطعام خارج نظامه الغذائي المعتاد أو الدائم.
 
 لكن، الحديث عن الإستثناء لا القاعدة! 
 
وشكراً جزيلاً 
 
 
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
 
 

2012-03-21

Boa Virgen da a luz 22 crías تَلِدُ أفعى بواء عذراء 22 صغيراً Virgin Boa gives birth to 22 pups

Una boa constrictora hembra ha dado a luz dos camadas de crías sin necesidad de aparearse con un macho, constituyendo un caso que ha sorprendido a científicos del todo el mundo. En un caso extraordinario en animales vertebrados que sólo han registrado casos como este en menos de 0.1 porciento de las especies conocidas. .
El proceso, conocido como partenogénesis, es relativamente común en inverterbrados tales como insectos, y es considerado como reproducción asexual ya que no se necesita de la fertilización del esperma del macho para desarrollar un embrión. El proceso muchas veces implica que el animal se clona a sí mismo para producir descendientes genéticamente idénticos. Las razones para esto son muchas, pero principalmente se debe a la ausencia de machos y el imperativo biológico de preservar la especie. .
El caso de la boa esta siendo estudiado por científicos de la Universidad Estatal de Carolina del Norte y ya ase ha descubierto que sus crías presentan una formación genética sumamente inusual. Las boas macho tienen dos cromosomas Z y las hembras uno Z y otro W pero las crías de esta boa presentaban dos cromosas W. La boa, de la variedad constrictor, había sido alojada con otros machos en un intento de que se apareasen y se creía que ambas camadas eran producto de una relación sexual típica.
Sin embargo al realizar pruebas genéticas se determino que ninguna de las crías tenía los marcadores genéticos de sus posibles padres, probando que la boa se reprodujo asexualmente no solo una sino dos veces convirtiéndose en la primer integrante de su especie en lograr esto.
Los investigadores están tratando ahora de determinar cómo y porqué se produjo este proceso. La partenogénesis presenta una importante desventaja para las especies que la emplean, ya que reduce la diversidad genética de las crías disminuyendo su capacidad de adaptarse frente a depredadores, enfermedades y otros peligros.


http://www.ojocientifico.com/2010/11/11/boa-virgen-da-a-luz-22-bebes
 
 
 
وضعت أنثى أفعى الأصلة أو البواء، خلال مرتين، عدد من الصغار قد بلغ 22، دون الإحتياج للإقتران بذكر من ذات النوع:

 فشكّلت بهذا حالة قد فاجأت العلماء بكل الأرجاء. 
 
فهذا يُعتبر حالة غير معتادة عند الحيوانات الفقارية، والتي لم تسجل حالات كهذه سوى أقلّ من 0.1% عند الأنواع الحيّة المعروفة.

تُعرف هذه الحالة باسم التوالد البكري أو العذري، وهي شائعة نسبيا عند اللافقاريات كالحشرات، والتي يُعتبّرُ تكاثرها لاجنسياً، حيث لا تحتاج لتحقيق الإخصاب بمني الذكر، وبالتالي، نمو الجنين. 

 تقتضي هذه العملية، بكثير من الأحيان، بأن يستنسخ الحيوان نفسه لإنتاج المتحدرين المتطابقين وراثياً جينياً. أسباب هذا كثيرة، ولكن، يحدث هذا بشكل رئيسيّ بسبب غياب الذكور والضرورة البيولوجية لحفظ النوع الحيّ.

تجري الدراسات على أفعى البواء من قبل العلماء في الجامعة الحكومية في كارولينا الشمالية، حيث اكتُشِفَ تكوين جيني غير مألوف لصغارها.

 يمتلك ذكر البواء كروموزومين Z، بينما تمتلك الاناث كرموزوم Z وكروموزوم W، فيما إمتلك الصغار كروموزومين W. 

حاولت أنثى البواء الإقتران بأكثر من ذكر، وجرى إعتبار ولادة الصغار، بالبداية، كنتيجة لإقتران طبيعي بين ذكر بواء وأنثى بواء.

مع ذلك، عند تحقيق الإختبار الجيني، لُوحِظَ خلوّ الصغار من أيّ مؤشّر جيني لأب أو أكثر من أب مُفترضين، وبهذا، تأكدوا من حصول تكاثر لاجنسيّ، قد أنتج أولئك الصغار، ليس خلال مرّة واحدة بل خلال مرتين متتاليتين. 

وبهذا، تتحول أنثى البواء، تلك، لأول حالة معروفة من هذا النوع.

يحاول العلماء حاليا تحديد كيفية وسبب حصول هذا الحادث.

 يُبرز التوالد التلقائي أو العذريّ مشكلة هامة للأنواع الحيّة التي تستخدمه، حيث ينتج نقصان بالتنوع الجيني الوراثيّ عند الأبناء، مما يساهم بتقليل قدرتهم على التكيُّف بمواجهة المُفترسين والأمراض وأخطار أخرى.
 

2012-03-16

Claves de la evolución humana مسائل أساسيّة في التطور البشريّ (1): الرئيسيات Keys to human evolution

Los seres humanos somos, desde el punto de vista de la clasificación biológica, Primates, un Orden de mamíferos que conocemos más familiarmente con el nombre de monos. Desde esta perspectiva, la discusión sobre si venimos o no del mono es estéril; porque eso es precisamente lo que somos nosotros: monos. Sin duda somos unos primates especiales, que nos distinguimos de los demás por una serie de rasgos únicos. Pero ¿cuáles son dichos rasgos? y ¿cuáles de nuestras características son comunes al resto de nuestros parientes, los demás monos?. Para saberlo, es conveniente conocer que tipo de primate somos, cuáles de entre los demás primates se parecen más a nosotros y en qué estriba dicho parecido

Leer el resto, aquí
 

نشكّل نحن البشر، انطلاقاً من وجهة نظر تصنيف علم الأحياء، جزء من الرئيسيّات، وهي رُتبة من الثدييات التي تضمّ الإسم الأشهر ألا وهو القرود. 
 
اعتباراً من هنا، النقاش حول إمكانية مجيئنا من القرود، أو لا، هو نقاش عقيم، لأننا، فعلياً وبدقّة، قرود. لكن دون شكّ، نشكّل نوع رئيسيات خاص، فنتميّز عن باقي الرئيسيات بسلسلة من الملامح الحصريّة. 
 
 لكن، ما هي هذه الملامح بالتحديد؟ 
 
وأيّ خصائص مُشتركة، تجمعنا مع باقي أقربائنا من القرود؟ 
 
لاجل معرفة هذا، من المناسب معرفة أيّ نوع من الرئيسيات نحن؛ وأيّة رئيسيات أخرى تشبهنا أكثر؛ وأين يكمن هذا الشبه.

الرئيسيات نوع من الثدييات المتكيفة مع حياة الأحراش المدارية. في وقتنا الراهن. يُعرَف حوالي 175 نوع منها متوزعين في مناطق مدارية بأميركا، آسيا وأفريقيا. البشر الوحيدون من الرئيسيات، الذين استوطنوا بنجاح في كل الانظمة البيئية الموسمية ضمن المناطق المعتدلة من العالم. بالعموم، الرئيسيات نباتيّة آكلة للثمار، وبالرغم من احتواء أنظمتها الغذائية على التنوع، بما فيها تناول اللافقاريات وأحياناً الثدييات. تحتوي أجسام الرئيسيات على هيكل عظمي أوليّ بشكل أساسي، لديها بنية سنيّة بالإضافة لميزات خاصة اخرى متطورة جداً. ترتبط تلك المزايا بمشهدين، قد ميّزا التاريخ التطوريّ للمجموعة، هما: 
 
العيش على الاشجار + الألفة الاجتماعيّة.
 

في وقتنا الراهن، يُميِّزْ بين رُتبتين فرعيتين ضمن رُتبة الرئيسيات، هما: الهباريّات وبسيطات الأنف. الأولى، هي مجموعة قليلة التنوع وتتوزع جغرافيا بمناطق محدودة. فيما تُشكّل الثانية النوع الأكثر بدائيّة بين الرئيسيات، ولهذا يُطلق عليها اسم {القرود البدائيّة}. ينتمي لبسيطات الأنف رئيسيات أميركا الجنوبية، مجموعة سعادين العالم القديم والتي ينتمي لها (البابون، الماندريل والمكاك وأشباهها) وجماعة القرود بشرانيات وأشباهها (الغيبون، أورانغتون، شمبانزي، غوريللا والبشر). يتم تمييز مجموعة البشرانيات بسبب فقدان الذيل، عبر سلسلة من التكيفات لتأخذ شكلها الخاص في التنقُّل بين الاشجار، التنقل بالذراعين فقط. أي التعلُّق بالذراعين.

تشكّل القرود البدائية أو السعالي البدائية الحالية الممثل للجماعة السلف للقرود أو السعالي
 
 من بين اولئك، شكّلت سعادين العالم الجديد أوائل من ابتعدوا عن الجذع المُشترك، حيث انفصلت  بوقت لاحق لسلالات تطورية من سعادين العالم القديم والبشرانيات ، والتي تنوّعت بشكل مستقلّ. من بين مجموعة البشرانيات، حصل مباشرة انفصال الخطوط التي ستعطي المجال لظهور البشرانيات الراهنة الآسيوية. هكذا نجد أنّ جماعة الغيبون هي أول من تباعد واتبعت خطّ، أدّى إلى ظهور الأورانغتون.

ضمن مجموعة الأنواع الأفريقية، ظهرت سلالة الغوريللا بالمقام الاول، بينما الخطوط التطورية للشمبانزي وللبشرانيات (المجموعة التي نندرج باطارها ككائنات بشرية) هي آخر من انفصل، أي منذ ما يقرب من 5 ملايين عام.

وفق هذه الصيغة، نمتلك كبشر مزايا خاصة بالرئيسيات، جنبا لجنب وحصريا مع الهباريّات والبشرانيات على التوالي.


التوزُّع الجغرافيّ للرئيسيات 


  الأنواع الــ 175 لرُتبة الرئيسيات، ونسبة لاحتياجاتها البيئية، هي مجموعة شديدة التجانس. يمكن تعميم القول بأنّ الرئيسيات عبارة عن ثدييات تعيش في أحراش استوائية رطبة (أحراش مطيرة) أو في في مناطق شبه استوائية ذات أمطار موسمية غزيرة وفترات جفاف تساهم بإفقاد بعض الأشجار لأوراقها. في هذا الوسط البيئي الغابيّ الحارّ والماطر، تابعت تطورها، وبالتالي، لدى كل الرئيسيات عدد من التكيفات مع الحياة على الاشجار.

يوجد، مع هذا، بضع استثناءات قليلة على هذا التعريف البيئيّ للرئيسيات الساكنة للحرش الاستوائيّ. فنحن البشر، من تلك الاستثناءات القليلة، بالرغم من أنه فقط منذ 2.5 مليون عام قد تركنا الاحراش الاستوائية؛ وبدأنا بالسكن في بيئات ذات أشجار أقلّ. كذلك طورت جماعة البابون وجودها في مناطق السهوب الأفريقية، بالرغم من لجوئها للاشجار ليلاً للحماية من المفترسين المُحتملين. كذلك تكيف بعض المكاك مع مناطق أبرد كبعض مناطق شمال افريقيا وجنوب اوروبا وسفوح الهمالايا واليابان.


بناء على الجغرافيا الحيوية النباتيّة، يمكن التمييز بين 6 ممالك زهريّة في العالم.
 
 
 يتوافق توزع الرئيسيات عملياً مع مملكتي الاستوائية القديمة والاستوائية الجديدة. تغطي المملكة الاستوائية القديمة منطقة مدغشقر وكامل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تقريباً باستثناء طرف القارة الجنوبيّ، الذي ينتمي لمملكة زهرية أخرى تسمى كابينس Capense والتي تعيش بها الرئيسيات ايضاً. تمتد المملكة الاستوائية القديمة في آسيا عبر شبه الجزيرة الهندوستانية (باكستان، الهند وبنغلاديش)، بورما، الجنوب الشرقي للقارة الآسيوية (تايلند، لاوس، كمبوديا وفيتنام) وفي جزيرة (اندونيسيا)، وكذلك في الفيليبين.

بينما تغطي المملكة الأستوائية الجديدة
كامل أميركا الوسطى والجنوبية، ما عدا المخروط الجنوبيّ (الذي ينتمي للمملكة القطبية الجنوبية). أراضي هاتين المملكتين حارّة (دافئة)، وتقع بغالبيتها بين منطقتين استوائيتين (مداريتين)، بين السرطان في الشمال والجدي بالجنوب. يكمن السبب الاساسي لغياب القرود عن المناطق الاستوائية وضوح تبدُّل الفصول، والتي تبرز أكثر، كلما ابتعدنا عن خط الاستواء.

تتنوع الرئيسيات، جيداً، وفق أنظمتها الغذائية، حيث نجد أنواع نباتيّة بشكل كامل، بينما بعضها الآخر لاحم ويعتمد بغذائه على فقاريات صغيرة ولافقاريات كالحشرات، حيث تخصصت بعض الرئيسيات بتناولها. حتى البابون والشمبانزي، يصيدون ويستهلكون ثدييات أخرى أحياناً، بالرغم من أنّ نظامها الغذائيّ نباتيّ.

بالرغم من التنوّع بنظامها الغذائيّ، للرئيسيات حدود بيئية، من قبيل، لا يمكنها تحمل حقبات زمنية طويلة، والتي تتوافق مع مُناخات فصليّة، حيث لا يوجد بها فواكه ولا وريقات خضراء ولا سوق وبراعم طرية ولا حتى حشرات تتغذى عليها. يتوقف تعاقب الفصول على انحراف محور الارض، والذي قد يتغير بناء على تقلبات خفيفة قد وُجِدَتْ بشكل دائم. لكن كذلك، تُشكِّلُ برودة كوكبنا، بآخر بضع ملايين من الأعوام، سبباً آخراً هاماً عند محاولة تفسير التوزع الجغرافي الراهن للرئيسيات، لاننا سنرى أن المرحلة الفصليّة مُضخّمة عبر التغيُّر المُناخي. فالأراضي الأبعد عن خط الإستواء، الآن بوقتنا الراهن، هي أكثر برودة في فصل الشتاء منها في الماضي.

يوجد إلى شمال المملكتين الزهريتين الاستوائية القديمة والجديدة: مملكة مواطن القارة الشمالية والتي تشتمل على شمال أميركا، شمال افريقيا، كامل اوروبا وكذلك كامل آسيا (من المناطق التي لا تنتمي إلى مملكة الإستوائية القديمة). في مملكة مواطن القارة الشمالية، تعيش الرئيسيات فقط في المنطقة الشرقية من آسيا، والتي تضم الصين، كوريا واليابان. كذلك يعيش نوع المكاك البربريّ في شمال افريقيا. لا توجد قرود في باقي مناطق مملكة مواطن القارة الشمالية، سواء في التوندرا، أو التايغا الشمالية، الاحراش المعتدلة، الاحراش المتوسطية، البادية أو الصحراء.

أخيراً، لدينا مملكة الاستراليانية المتكونة من استراليا وتاسمانيا، ولم تصل الرئيسيات إليها.
كذلك، يقسم التنوع الحيوي الجغرافي العالم الظاهر لممالك ومناطق وفقاً  للتوزع الجغرافي للانواع الحيّة من الفقاريات الارضيّة. بمصطلحات عامة، تتوافق التقسيمات الحيوية الجغرافية لعلماء الحيوان وعلماء النبات، حيث انها في الواقع، تعكس تاريخ الحيوانات والنباتات، والتي لا تختلف فيما بينها كثيراً.
 

تنقسم الممالك الحيوية الجغرافية نسبة للحيوانات إلى ثلاثة. مملكة نيوجيا، التي توافق مناطق أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى. مملكة أركتوجيا، والتي تضم كل أوراسيا، أفريقيا وشمال أميركا. بدورها، تنقسم هذه المملكة لمناطق، منطقة نيارتيكا (أميركا الشمالية)، منطقة باليارتيكا (أوروبا، شمال أفريقيا وتقريبا كامل آسيا)، منطقة إتيوبيكا (كامل افريقيا ما عدا ساحل المتوسط، اضافة لشبه الجزيرة العربية ومدغشقر)، والمنطقة أورينتال (الجزء الإستوائي بجنوب وشرق آسيا، اندونيسيا والفيلبين). تسكن الرئيسيات مناطق إتيوبيكا وأورينتال، وتختفي في مناطق نيارتيكا وباليارتيكا، مع استثناءات لنوع المكاك البربري والمكاك الياباني.

أما المملكة الثالثة فهي نوتوجيا، التي تشمل استراليا، غينيا الجديدة، تاسمانيا وجزر صغيرة باندونيسيا، مع مجموعة أصيلة من الحيوانات التي تقدّم تاريخا طويلا من الانعزال في الماضي. فقط، يعيش قليل من الأنواع الحية من الرئيسيات (الى جانب الانسان) حاليا في مملكة نوتوجيا. 
 

بضع ثدييات قليلة الأصالة 

 

 لنتحدث تشريحياً، لا تبرز الرئيسيات، كمجموعة، جرّاء حضورها بين الثدييات المشيميّة، بل على العكس من هذا تماماً. ففي العموم، تغيّر هيكلنا العظمي، قليلاً، اعتباراً من أسلافنا المُشتركين مع باقي المشيميات. فعلى سبيل المثال، ما زلنا نمتلك 5 أصابع في اليدين والأقدام، ولدينا ترقوة في حزام الكتف، وهي ملامح قد تعدلت لدى أغلبية الثدييات بشكل هائل، أو قد فقدتها حتى. كذلك لم تتعدل بُنيتنا السنيّة كثيراً، لا في العدد ولا في البنية الشكلية، خصوصاً الأضراس (الطواحن).
 
  نمتلك كثدييات 4 أنواع من الأسنان في الفم. يقع في الجزء الأمامي القواطع وهي مخروطيّة الشكل (كحالها عند اللواحم) أو مُنبسطة (كالحالة عند القوارض أو الرئيسيات)، ويقع في الجزء الخلفي الأنياب ذات شكل مخروطيّ والأكثر تطوراً من باقي الأسنان، ثمّ نجد الضواحك، لنصل بالنهاية للطواحن. لقد طرأ ت تغيرات سواء بما يخصّ عددها كما شكلها عند جماعات الثدييات، اعتباراً من السلف المُشترك لها جميعها. لأجل توصيف البنية السنيّة لدى أحد الثدييات، يستخدم علماء الحيوان تعبير "الصيغة السنيّة". حيث تُبدي أسنان الفكّ العلويّ كما أسنان الفكّ السفليّ تناظراً ثنائياً، فيكفي توصيف البنية السنيّة لجهة الفكّ العلويّ ولجهة من الفكّ السفلي فنرى الترتيب، قواطع، ناب، ضواحك وطواحن.
 
 
كمثال، نحن نمتلك الصيغة السنيّة التالية: 
 
 
2123/2123، أو 2 قواطع، 1 ناب، 2 ضواحك و3 طواحن، في كل جانب من الفم، في الاعلى كما في الاسفل.
 
حسناً، فالصيغة السنيّة لسلف كل الرئيسيات، هي: 2133/2133، والتي لا تختلف كثيراً عمّا لدى الثديّي السلف: 3143/3143. لقد فقدنا كرئيسيات قاطع بكل جانب من الفم (أعلى وأسفل) وواحد (أو إثنين) من الضواحك. يشكّل هذا الفارق أمراً ضئيلاً جداً، فيما لو نفكّر بأنّ غالبية رُتب الثدييات الاخرى، قد تعرضت لتعديلات جذريّة أكبر بعدد القطع السنيّة. 


إضافة لأنّ طواحن كثير من جماعات الثدييات، وبناء على نظامها الغذائيّ، قد تعرضت لتطور كثيف، قد ساهم بتغيير الشكل الاصليّ للطبقة السطحية الماضغة في تاج السنّ، ابتداءاً من تكوين قمة دائريّة ومنعزلة، وصولاً لقمم متطاولة مسطحة ومستقيمة (كالتي تمتلكها اللواحم). وعلى اعتبار أنّ غالبية الـ 175 نوع من الرئيسيات الأحياء، تمتلك نمط تغذية متخصص قليلاً، بالرغم من سيطرة البُعد النباتيّ، فمورفولوجيّة طواحنها، لم تتغيّر، بالكاد، من السلف المُشترك مع باقي الثدييات. ما تغيّر فينا كرئيسيات: سلسلة من الميزات الهيكليّة العظميّة، الفيزيولوجية والسلوكيّة والتي تتحدثّ عن الاساس البيئيّ الاصليّ لمجموعتنا، نحن الرئيسيات، بشكل رئيسيّ، حيوانات شجريّة واجتماعية وذكيّة. لقد تخطينا نقص التكيفات الهيكلية العظمية بفضل مرونتنا السلوكية الكبرى، فقد تمكنا من التكيف مع بيئات وصيغ حياة متنوعة، لكن، نستمرُّ كورثة للعيش على الأشجار.
 

من غصن إلى غصن 

 

 نتقاسم، كرئيسيات، سلسلة من الملامح الحصرية، وهي تكيفات لنوع خاص من الحياة على الأشجار. فهكذا، يتعارض إبهامنا (على الأقل في الأيدي) مع باقي الاصابع، ما يسمح بإغلاق قبضة اليد ، وبالتالي، تحقيق القدرة على التقاط الأغصان، سواء لتعلُّقنا كما لتسلقنا، أو ببساطة لنبقى عليها. تُشكِّلُ هذه الامكانية، التي يتمتع الإبهام بها، القاعدة التي ترتكز عليها وحدة الاصابع الخمسة، والتي تُمكِّن من الإمساك بالاشياء بدقّة والتحكُّم بالأشياء. من جانب آخر، نمتلك كقرود عيوناً جبهيّة، ما يعني وقوعهما بالجزء الأماميّ من الوجه. 
 
وكنتيجة لهذا، تصل صورتان متشابهتان جداً من كل عين إلى الدماغ. قد يبدو أمر لا يُفيد، لكنه يحدّد حقل الرؤية الاجماليّ، وهو أكبر عند حيوانات تمتلك عيوناً على طرفي الوجه، وفي الواقع هذه الميزة: هي التي تشكّل قاعدة رؤيتنا المُجسّمة في ثلاث أبعاد، والتي تسمح لنا بتقدير المسافات بدقّة كبيرة. بناء على التصالبة البصرية، حيث يصل كل جزء من الألياف، لكل عصب بصريّ، إلى نصف الكرة الدماغيّة المعاكس، حيث تصل الصور لكل نصف كرة دماغيّة دفعة واحدة من كل عين. وباعتبار أن الصور الواردة من كل عين، تختلف بشكل يقلّ أو يزيد وبحسب بُعد الهدف المرئيّ (على مسافة أبعد: اختلاف أكبر)، يُقارِنُ الدماغ بين كلا الصورتين ويستنتج مسافة الهدف. تُعتبر هذه الكفاءة نتيجة أساسية للتمكُّن من القفز من غصن لغصن آخر. لم يُشكِّل القفز بنجاح، الكفاءة الوحيدة المرتبطة بالرؤية المُجسّمة، بل شكَّلَ التحكُّم بالأشياء أمراً مفضلاً  لرؤيتنا ثلاثية الأبعاد، الأمر، وهو ما يسمح للدماغ بتوجيه الأيدي بصورة فعّالة. بالعودة إلى موضوع الأصابع، وبالرغم من عدم ارتباطها الجليّ بالحياة الشجريّة، نمتلك نحن الرئيسيات أظافر مسطحة (على الاقل في إبهامات الأقدام)، صفائح عوضاً عن المخالب. أخيراً، عندما تأتي الأبناء الى الحياة، يتوجب عليهم التنقل مع أمهاتهم في بيئتها الشجرية. كنتيجة لهذا، تُولَد الرئيسيات مع أهليّة حركيّة متطورة كفاية، وهي التي تسمح لها بالإمساك جيداً بجسم الأم وعدم الوقوع عندما تتنقل الام. هكذا تُبدي الرئيسيات عند ولادتها حضور مُبكّر للبلوغ العصبيّ.
  

إجتماعيّة وذكيّة 


مع وجود قليل من الاستثناءات، تعيش غالبيّة الرئيسيات في جماعات اجتماعية ذات تعقيد بالغ. ويُعتبر هذا الأمر أحد أهم أسباب بقائها على قيد الحياة، حيث تزيد الحياة، كجماعة، من فعالية تحديد مكان الغذاء والدفاع بمواجهة المُفترسين. يترافق تعقيد الحياة الإجتماعية للرئيسيات مع نموّ ملحوظ بذكائها، ويُفهم هذا من خلال مرونة سلوكها لحظة اتخاذ القرارات. 

وربطاً بما تقدّم، تشكّل الرئيسيات، جنبا لجنب مع الحيتانيات، جماعة الثدييات الأكثر دماغيّة، ما يعني، أن الرئيسيات ذات أدمغة أكبر حجماً مما هو متوقع لثديّ "تقليدي" بحجمه الجسديّ المعروف. ضمن الرُتبة، تُعتبر قرود بسيطات الأنف، بالعموم، ذات دماغ أكبر مما لدى قرود الهباريّات. ويبرز بين قرود بسيطات الأنف  قرود البشرانيات بفضل حجم دماغها، البشر والشمبانزي، بهذه الرُتبة، أبطال امتلاك الدماغ الأكبر بين الرئيسيات.

 
من جانب آخر، يُشير ظهور الحياة الاجتماعية والسلوك المرن (الغير غريزيّ أو فطري) لاحتياج الرئيسيات لفترات تعليم أطول زمنياً من باقي الثدييات. بهذا الشكل، مرحلة الطفولة أطول، حيث يتعلم الأبناء كل ما هو ضروريّ للبقاء على قيد الحياة والسلوك الصحيح ضمن الجماعة. في مرحلة الطفولة المديدة قيمة اضافيّة، حيث تنمو الصغار ببطء، ولا ضرورة لحليب الأم ذو نوعيّة عالية الجودة (في الواقع لا يتميز حليب الرئيسيات بغناه الغذائيّ)، الامر الذي يحمي الأم من حالات الكرب الغذائيّ، والذي يحصل عادة عند جماعات النموّ السريع (كالسنُّوريات، على سبيل المثال). وكعاقبة لهذا، تقلّ نسبة وفيات الصغار بسبب التغذية الأقلّ. 

 

علاقات الرئيسيّات التطورية 

 

 سواء بحسب المعطيات القادمة من علم الإحاثة، كما دراسات علم الأحياء الجزيئي، تتفق كلها على الإشارة إلى تقاسم البشرانيّات لسلف مُشترك حصريّ، قد عاش منذ ما يقرب من 24 مليون عام. شكّل خطّ الغيبون أول حالة ابتعاد عن الجذع المُشترك، وحصل هذا قبل ما يقرب من 20 مليون عام. بوقت لاحق، انفصل الأورانغتون، منذ ما يقرب من 14 مليون عام. 

عاش السلف المُشترك الأخير الحصريّ للقرود الأفريقية البشرانية (غوريللا، شمبانزي والبشر) منذ ما يقرب من 7 ملايين عام، وهي اللحظة التي أعطت الاصل لسلالة الغوريللا. بالنهاية، انفصل خطّا الشمبانزي والبشر التطوريان منذ أكثر من 5 ملايين عام بقليل. ما يعني، بأنّ الشمبانزي هو قريبنا الأكثر قرباً، شقيقنا، لكن ليس سلفنا. 

 كذلك تجدر الاشارة لامتلاك الشمبانزي والبشر لصلة قرابة أكبر مما يربط الشمبانزي بالغوريللا. 

بذات الصيغة، تُعتبر الشمبانزي والغوريللا والبشر الأكثر قرباً تطورياً بين بعضها البعض، وأكثر من قرب أيٍّ منها مع الاورانغتون. 

 الغيبون، هم الاقرباء الأكثر بُعداً عن باقي القرود الافريقية أو البشرانيّات. للتعبير عن هذا، وفق مصطلحات عائليّة، نحن البشر والشمبانزي "أخوة"، والغوريللا "أبناء عم البشر"؛ الأورانغتون "أبناء عم ثانويين – قرابة درجة ثانية" والغيبون "أبناء عم ثالثين – قرابة درجة ثالثة". 

 

قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة

 

مسائل رئيسيّة في التطور البشريّ (2): السابق أشباه البشر 

  مسائل أساسيّة في التطور البشريّ (3): المُناخ والتكيفات الحيوانية والنباتية 

مسائل أساسيّة في التطور البشريّ (4): أصل وانتشار الجنس البشريّ  

مسائل أساسيّة في التطور البشريّ (5): إكتشاف إنسان نياندرتال